بحث داخل الموقع

مجالات البحث

 

سيوه الواحة العذراء بين الحفاظ والاندثار
12/01/2011



قال سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أنه يقيم مأتما يومياً للتراث العمراني المصري الذي يتدهور يوما بعد يوم ، وأضاف أن مصر ستصبح بلا هوية ومشوهه بعد فترة قصيرة، جاء هذا في الندوة التي عقدت أمس بالمجلس الأعلى للثقافة عن دور الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في الحفاظ على التراث السيوي .
وأوضح غريب أن واحة سيوه بها عدة واحات مندثرة، وإنها من أهم المعالم السياحية في مصر والتي لا تهتم بها وزارة السياحة، وأنه لابد من عمل تنمية للواحة وأهم عوامل هذه التنمية هي وجود وسائل مواصلات لتيسير الوصول لها وربطها مع باقي محافظات مصر ، وانه لابد من وجود مطار، وتسائل عن مصير المنح الإيطالية المقدمة لتطوير سيوه والتي بلغت ملايين الجنيهات 0
وأوضح غريب أنه يوجد بسيوه مقبرة حيه صمدت على مر العصور وهي جبل الموتى الذي يعد أهم معالم سيوه السياحية حيث توجد بهذا الجبل مقبرتان من العصر الفرعوني ومحتفظتان بالنقوش الفرعونية على هاتين المقبرتين، مروراً بالعصور المختلفة ، وحتى الآن توجد به جبانات متدرجة على طبقات في الجبل، وهذه الميزة لا توجد في مكان في العالم إلا في سيوه لذا يجب أن يكون جبل الموتى للموتى ولكن يستفيد منه الأحياء ، ويضيف أنا مع الحفاظ على التراث السيوي ، مع الاستخدام المناسب .
كما تحدث د. حاتم الطويل عن النمط العمراني السيوي ودلالته في المسكن فوق الجبل ومئذنة المسجد العتيق في مدخل المدينة التي تعد اللغز في وضع المكون العام للواحة والتي تعبر عن لغة وفنون غير موجودة بكل الواحات الأخرى، متأثرة بالثقافة الصحراوية لبحر الرمال الأعظم وقبائل الامازيغ بالجزائر حيث توجد مدينة مشابهه لسيوه بالجزائر .
وأوضح أن هذه المباني ومئذنة المسجد بنيت من مادة الكرشيف وهي مزيج من (الرمال والطفلة والملح) والتي تعطى لون الرمل مع الملمس الخشن وكأنها منحوتة بشكل زخرفي رائع يميز سيوه دون غيرها ، وكيف صمد هذا النسق العمراني لفترات طويلة مع التغيرات المناخية ولكن نتج عنه بعض التشققات الطبيعية بمرور الوقت والتي لابد من الحفاظ عليها .ويضيف الطويل: أن تدخل الحكومة والأوقاف في البناء بطريقة القباب المغايرة للنسق العمراني بالواحة أخل بتجانس الهارموني العمراني لها ،كما نادى بإعادة التأهيل للتراث السيوي .



وقال اللواء "سمير بلال" رئيس مجلس مدينة سيوه أن سيوه هي واحة الأحلام والأساطير وواحة الغروب التي كانت مركزاً للعبادات وبها معبد إله المصريين آمون، وقال أنه جاري الآن رصف طريق بين سيوه والواحات البحرية ومنها للجيزة كخطوة أولى في طريق التنمية للمدينة وربطها بمنطقة وادي النيل، وحتى يتم تنشيط التجارة بين مصر وليبيا.
وأضاف أن المشير "حسين طنطاوي" وزير الدفاع رصد ميزانية قدرها 330 مليون لتحويل المطار العسكري بسيوه إلى عسكري مدني ، كما تحدث عن أنواع السياحة الدينية والعلاجية بالواحة ، وخصوصية العمران السيوي،وأشار بلال للمصاعب التي تواجه الحفاظ على التراث السيوي ومن أهمها ارتفاع التكلفة الاقتصادية لاستخدام الخرسانة مقارنة بالكرشيف ، وارتفاع منسوب المياه الجوفية في التربة وتأثر الكرشيف به ، إلى جانب الهزات الأرضية والسيول التي أذابت معظم البيوت فوق الجبل .
وتحدثت د. "سهير حواس" عن طمس بعض ملامح الهوية وقالت " نحن مهمومين بالتوازن بين الهوية السيوية وملامح التطوير" ، وقد ارتدت حواس زي العروس السيوية وتحدثت باللغة السيوية في محاولة منها لنقل بعض تراثهم للحضور وكيف يعكس الزي واللغة ثقافة المكان التي تنعكس على العمران التي قالت أنها لا تستطيع نقلها معها في كل مكان ، كما تحدثت عن دور الجهاز في الحماية على التراث السيوي المسجل طبقاً لقانوني 117 لسنة 1983 و 144 لسنة 2006 ، ونطاقات الحماية المستخدمة في الحفاظ عليه ، وأنهت حديثها بالتوصيات العامة إلى يجب تطبيقها : وهي تطوير مادة الكرشيف لمقاومة العوامل الجوية وتوفير عامل الأمان بها، والحفاظ على الطابع المعماري والعمراني والمشهد البصري بشكل عام لسيوه ، والتزام المباني المسجلة وغير المسجلة بأسس التنسيق الحضاري وتنفيذ مشروع التنسيق الحضاري لميداني السوق والجامع .
كما تحدث أ. "جودت عبدا لحميد " عن العمارة في سيوه في الفترة من ( 1966-1969 ) وكيف كان لا يوجد أي بيت خرساني وأن المشاكل بدأت في سيوه مع بداية الحكم المحلي سنة 60 ، وتحدث عن الزي وكيفية تغيره ، وتم عرض تجربة حية لسيدة أجنبية لها بيت بواحة سيوه مبنى من مادة الكرشيف.






 

 

 

الرئيسية  |  اتصل بنا  |  خريطة الموقع

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للجهاز القومى للتنسيق الحضارى طبقا ً للقانون